← عودة للخلف

المؤشرات الاقتصادية الرئيسية لقياس معدلات التضخم 

الإثنين ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٣
المؤشرات الاقتصادية الرئيسية لقياس معدلات التضخم 

 


ما هو التضخم؟

يتعلق التضخم بالزيادة في قيمة أو أسعار مجموعة محددة من السلع والخدمات على مدى فترة زمنية محددة. وفي الغالب، يُظهر التضخم نفسه كنسبة مئوية تُعبِّر عن التغير في الأسعار بناءً على مقارنة شهرية أو سنوية. من الجدير بالذكر أن هناك نوعًا آخر من التضخم، يُعرف بالتضخم الأساسي، الذي يستثني العناصر المتقلبة مثل الغذاء والوقود. تتأثر هذه العناصر بمجموعة من العوامل الخارجية، مثل التغيرات الجيوسياسية والظروف الموسمية. بشكل عام، يُعتبر التضخم الأساسي مؤشرًا أكثر دقة يتم التركيز عليه من قبل الخبراء الاقتصاديين والمصارف المركزية. والهدف من خلاله هو ضمان استقرار الأسعار، مع التأكيد على الحفاظ على معدل التضخم عند مستوى مقبول، والذي يتراوح عادةً حول 2٪.

ومع ذلك، هناك فهم مختلف للتضخم، حيث يُمكن تفسيره بطرق متعددة. فمن الناحية الأكثر تقليدية، نجد التضخم الذي يشمل جميع العناصر الاقتصادية، بينما يُفضل العديد من الخبراء الاقتصاديين اليوم الركز على ما يُسمى بالتضخم الأساسي.

التضخم الأساسي يُعطي صورة أكثر وضوحًا للوضع الاقتصادي، حيث يُستثنى منه العوامل المؤقتة والمتقلبة مثل الغذاء والوقود. والسبب وراء هذا الاستثناء يعود إلى طبيعة هذه العناصر التي تتأثر بعوامل خارجية غير متحكم فيها، مثل التقلبات الجيوسياسية وظروف الطقس.

وفي النهاية، يهدف البنك المركزي والجهات الاقتصادية الأخرى إلى الحفاظ على استقرار الأسعار وتحقيق معدل تضخم يُحافظ على القوة الشرائية للعملة. والمستوى المستهدف لهذا التضخم، والذي يُقدر عادة حول 2٪، يُعتبر هدفًا استراتيجيًا يسعى الاقتصاديون لتحقيقه لضمان استقرار الاقتصاد والنمو المستدام.

ما هو مؤشر أسعار المستهلك (CPI)؟

يُعتبر مؤشر أسعار المستهلك (CPI) من أبرز المؤشرات الاقتصادية التي تعكس النظرة على حالة الاقتصاد. يعكس هذا المؤشر تغيرات الأسعار في مجموعة متنوعة من السلع والخدمات التي تُمثِّل حياة الفرد اليومية. ويتم الإعلان عن هذه التغيرات عادة بصورة شهرية وسنوية، حيث يُستخدم مصطلحات "MoM" و"YoY" للدلالة على هذه الفترات الزمنية.

لكن هناك تفصيل يجب مراعاته، وهو مؤشر أسعار المستهلك الأساسي. يتميز هذا المؤشر بالتركيز على العناصر الأساسية للمعيشة، مثل السكن والطعام، مع استثناء مكونات متقلبة مثل الغذاء والوقود. والسبب وراء هذا الاستثناء هو تقلبات الأسعار المستمرة في هذه المجالات التي قد تكون ناتجة عن عوامل خارجية، مثل التغيرات الجيوسياسية أو الظروف المناخية.

وعندما ننظر إلى أثر هذا المؤشر على سياسات البنوك المركزية، نجد أن أي تجاوز لمعدل التضخم عند حاجز 2% يُعتبر إشارة للتحرك، حيث قد ترتفع أو تنخفض أسعار الفائدة بناءً على هذا التقييم. ومن الجدير بالذكر أن أسعار الفائدة لها تأثير كبير على قيمة العملة، فعندما ترتفع أسعار الفائدة، يصبح الاستثمار في تلك العملة أكثر جاذبية، مما يعزز من قوتها الشرائية ويجذب المستثمرين. وفي المقابل، يمكن أن يؤدي انخفاض التضخم وتقليل أسعار الفائدة إلى تراجع في قيمة العملة.

ما هو تأثير التضخم على العملات الأجنبية؟

عند التحدث عن العلاقة بين التضخم وقيمة العملة، يُظهر الاقتصاد أحيانًا سلوكًا معقدًا يحير الكثيرين. ففي الواقع، قد يكون التضخم المرتفع في دولة معينة سببًا في تقوية قيمة عملتها، في حين قد ينعكس التضخم المنخفض في تضعيف قيمتها.

السؤال الطبيعي هو: كيف يمكن لظاهرة ارتفاع التضخم أن تعزز من قوة العملة؟ الإجابة تكمن في الأساس في السياسات النقدية التي تتخذها البنوك المركزية. عندما يواجه الاقتصاد تهديدًا من التضخم المرتفع، يتخذ البنك المركزي إجراءات لمكافحته، وأحد هذه الإجراءات هو رفع أسعار الفائدة. ومع كل ارتفاع في هذه الأسعار، تصبح الاستثمارات في العملة المحلية أكثر جاذبية للمستثمرين الدوليين.

النتيجة المباشرة لهذه السياسات هي تدفق مزيد من رأس المال الأجنبي إلى البلد المعني، حيث يسعى المستثمرون إلى استثمار أموالهم في أسواق توفر لهم عوائد مرتفعة وآمنة. وبالتالي، يؤدي هذا الطلب المتزايد على العملة إلى تقويتها في الأسواق الدولية، رغم أنه قد يبدو ذلك متناقضًا في البداية.

لذا، على الرغم من الظاهرة الغير مألوفة، إلا أن التضخم المرتفع يمكن أن يكون، في بعض الأحيان، عاملاً محفزًا لتعزيز قوة وثقة العملة في السوق العالمية.

كيف يؤثر التضخم على سعر الذهب؟

في الأزمنة القديمة، كان الذهب يُعتبر الملاذ الآمن الأول للمستثمرين خلال فترات التضخم المرتفع. يُحسب على الذهب أنه يحتفظ بقيمته في ظل هذه الظروف الاقتصادية المعقدة. ورغم أن بعض المستثمرين قد يستمرون في استخدام الذهب كوسيلة لتأمين استثماراتهم في فترات الاضطرابات الاقتصادية الحادة، إلا أن هذا ليس السيناريو الدائم.

فعندما تواجه الاقتصادات معدلات تضخم عالية، فإن البنوك المركزية تقوم بزيادة أسعار الفائدة للحد من هذا التضخم. وفي هذا السياق، تُصبح أسعار الفائدة المرتفعة نقطة سلبية للذهب. لماذا؟ لأن هذه الأسعار المرتفعة تجعل من الأكثر تكلفة الاحتفاظ بالذهب بدلاً من الاستثمار في أصول توفر عوائدًا مالية، أو حتى وضع الأموال في حسابات نقدية ذات فائدة.

وفي المقابل، تأتي أوقات التضخم المنخفض بأخبار سارة لعالم الذهب. فالتضخم المنخفض يؤدي عادةً إلى خفض أسعار الفائدة، مما يجعل الذهب يظهر بمظهر استثماري مغري، حيث يصبح خيارًا أكثر جاذبية من حيث التكلفة والفائدة مقارنةً بالخيارات الاستثمارية الأخرى.


 

سجل الآن ليصلك آخر المستجدات اليومية عن السوق:

ATFX هي وسيط تداول عقود الفروقات الرائد عالميًا في خدمات التداول عبر الإنترنت. تقدم ATFX أكثر من 500 أداة متداولة بعقود الفروقات للمتداولين حول العالم. تضع ATFX العميل أولا, كفلسفة عامة بنيت عليها الشركة منذ التأسيس ...

إقرأ المزيد

v